** الكتابة الإبداعية.. تعاني من أزمة.. إن لم نقل أزمات.
الشعر.. تم.
لم يعد ما يكتب منه يضيف.
المشكلات التي تصدى لها الشعر.. ذاتياً تحولت..!!
أما المشكلات العامة التي كرست معظم «وجوه» الشعراء كأبطال من «كلام» فقد زادت.. وتبددت أوهام حلولها.
أصبح الشعر.. من «موروث» الحاضر.
لم يبق حياً.. سوى «الشعبي» منه.. أما الفصيح.. فإنه «يصيح».. ولا من مجيب.. رحم الله «الثبيتي» الذي كان آخر الآمال في حياة القصيدة.. مفردة.. وايقاع.. ومعنى.. وقيمة.
هناك أزمة.. قص.
«القاص» مازال «يقص» كما كان «يقص» والقارئ تحول.
لا أحد يريد أن يعرف ماذا «يقص».. «القاص».. الذي مازال ماضياً في «قصه» دون ان يسأل:
- ماذا يريد القارئ..!!
ربما السؤال المطروح هو:
- من هو القارئ..؟!
هل هو قارئ «الجريدة»..؟!
أم انه قارئ «الكتاب»..؟!
أم ذاك الذي يتصفح على «الانترنت»..؟!
هل هو المتابع..
أم ذاك الفضولي.. الذي يجدك مصادفة.. وينصرف عنك كما جاء.. وربما لن يبحث عنك ليجدك.. أو إذا وجدك لن يتوقف عندك مرة أخرى.
أما المتابع.. فمن هو..؟!
كم يمثل من مجموع القراء..؟!
لتعرف ذلك عليك أن تكون على يقين من أن الكتاب «القصصي» الذي كان يطبع منه ثلاثة آلاف نسخة يستغرق توزيعها أكثر من عشر سنوات.. أصبح لا يطبع منه أكثر من ألف نسخة يقدم ما يقرب من نصفها كهدية للكاتب ليوزعها ب«معرفته».
ودار الجمل الشهيرة لا تطبع من أية رواية توزعها سوى خمسمائة نسخة فقط لاغير.
اشكالات الكتابة.. لا تتصل بالقارئ.
إنها اشكالات كاتب.. وكتابه.
يمكن القول عنها انها تتفاقم وتتسع لأن القارئ.. فقد ثقته بالكاتب والكتاب.. كأنه يريد أن يقول:
- لن تكتب شيئاً جديداً.. وأنت تفكر بطريقة قديمة