تسلم القطاع الصحي في الجزائر على مستوى المنشآت القاعدية ثلاثة مستشفيات جديدة بفضل منحة تسلّمها القطاع الوصّي من الصندوق السعودي للتنمية الذي أنهى وفد عنه زيارة للجزائر قبل أيام جاءت لمتابعة وضع المشاريع التي يساهم الصندوق في تمويلها بالجزائر.
وحسب سفير المملكة بالجزائر الدكتور سامي بن عبدالله الصالح فإن اثنين من المستشفيات الثلاثة دخلا الخدمة ومن المنتظر أن يتم تدشينهما رسميا من قبل وزير الصحة الجزائري في الأسابيع القليلة المقبلة في كل من ولاية تيزي وزو (120 كلم شرق العاصمة) ومدينة "الثنية" بولاية بومرداس الساحلية (50 كلم إلى الشرق).
وكشف السفير أمس الخميس ل "الرياض" أن المستشفى الثالث الذي استفادت منه ولاية عنابة (500 كلم إلى الشرق) وهي رابع أهم ولاية جزائرية من حيث الكثافة السكانية، متخصص في الأورام السرطانية ومن المقرر أن يدشنّه لأهميته الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة شهر أبريل المقبل باعتباره أول مستشفى جزائري متخصص في الأمراض السرطانية والأورام الخبيثة يتسع ل 200 سرير.
ويدخل تمويل بناء وتجهيز المستشفيات الثلاثة في إطار البرنامج السعودي لدعم القطاع الصحي بالجزائر التابع للصندوق السعودي للتنمية الذي خصص منحة قدرها 103.27 ملايين ريال سعودي لإنجاز المستشفيات الثلاثة.
ويحصى الصندوق السعودي للتنمية عدداً كبيراً من المشاريع التنموية التي ساهم في تنفيذها واقعا إما من القروض أو المنح وهذا من العام 1988 إلى 2013، لعل أهمها مشاريع الإسكان الاجتماعي في العواصم الكبرى للجزائر، في قسنطينة و الجزائر العاصمة و وهران و مستغانم على خلفية أزمة السكن التي تشهدها البلاد منذ الاستقلال إلى اليوم.
وبرز الدعم الكبير للصندوق السعودي للتنمية في مشاريع إعادة إعمار المناطق المتضررة من الزلزال الذي مسّ ولاية "بومرداس" في 21 مايو 2003 حيث ساهم الصندوق في بناء وترميم 17 مدرسة ثانوية و متوسطة وبناء وتجهيز مركزين للتكوين المهني هناك، كما ساهم في تمويل عدة مشاريع حيوية ذات الصلة بتهيئة الموانئ ومحطات توليد الكهرباء والسدود من بينها سدّ "بني هاورن" واحد من أهم سدود البلاد وأكبرها مساحة و سعة بناحية الشرق.
وكان السفير الصالح أقام عشية مغادرة وفد الصندوق السعودي للتنمية الجزائر مأدبة عشاء على شرف أعضائه بمقر إقامته أعالي العاصمة حضرها عدد من أعضاء السفارة والمكاتب التابعة لها.