الرياض- عيسى الحكمي
كسب الهلال غريمه النصر بالثلاثة،لا جديد في الحكاية، فقد اعتاد الهلاليون حسم مواجهاتهم الأخيرة مع الأصفر بسهولة وإن خسروها فالخسارة لا تتجاوز التعادل!. ليس غريبا أن يكسب الهلال ولا غريبا أن يخسر النصر في العموم والخصوص، فمعادلة كرة القدم لا تخرج عن ثلاث نتائج، لكن الغريب..لماذا يستمر النصر في مساره الهبوطي، أمام غريمه وبقية المنافسين؟!.
الكثير يدرسون حالة النصر، بل لا يكاد أسبوع يمضي دون ان يكون وضع الأصفر على طاولة التشريح الإعلامي، وفي النهاية الكل متفق على حاجة الفريق للتجديد وهو الأمر الذي يحدث وبمبالغ خرافية في كل موسم منذ العام 2006 تقريبا لكن النتائج غير ملموسة لأن فهم التجديد في النصر هو جلب لاعبين من خارج الأسوار.
بالعودة لمباراة النصر أمام الهلال فإن الأخير كسب لأنه الأفضل فكرا في إدارة احتياجات النادي العامة وكرة القدم خاصة،والأفضل فنيا لأنه يملك عناصر «تفهم» كيفية بناء فريق قوي يجمع بين الإنتاج المحلي والدعم الخارجي،كما يملك عناصر تقبل بالنقد ولا تقبل بالقصور حتى في ساعات الانتصار، بينما العكس في النصر دائما هو المسيطر فخططه تفتقد الكثير من أبجديات البناء فالحركة فيه لا تكون إلا خلف مطالب جماهير المنتديات أو اجتهادات شخصية من أشخاص قد لا تساعدهم خبرتهم في وضع اليد على الاحتياج الصحيح.
للتوضيح.. من يعيد استعراض التشكيلة التي لعب بها الفريقان يكتشف السر الذي يخفى عن النصراويين، في الهلال تواجد على أرض الملعب 5 لاعبين من إنتاج النادي من بينهم سالم الدوسري الذي وقع صك الهدف الثالث، بينما في صفوف النصر الميدانية 11 لاعبا جميعهم من خارج الأسوار رغم العمل المتواصل والكبير في القطاعات السنية والأولمبية منذ ست سنوات لبناء قاعدة قوية، بل لا يوجد في القائمة الكلية للمباراة من المدرسة سوى سعد الحارثي على بنك الاحتياط.
من شاهد الأداء المتواضع للثنائي عبدالغني وعدنان فلاتة في المباراة سيتساءل: أين لاعب الفريق الأولمبي يوسف خميس؟، وحين يحتار المدرب في حل أزمة الجهة اليسرى في وسط الميدان بعبد الرحمن القحطاني: لماذا لا يشار عليه بمشاهدة المتألق أولمبيا عبدالاله النصار أو مصعب العتيبي؟ وعندما (يعك) مارسييه في محور الفريق ويتبرأ المدرب من التعاقد معه ما المانع من انتداب عبدالعزيز العازمي؟، وعندما يخرج المدرب غوستافو بعد المباراة مطالبا بمهاجم يساعد ريان لماذا لا يسأله فنيو النصر عن مصير أحمد الجيزاني الذي يتدرب يوميا مع الفريق وكان خياره الناجح في بني ياس أم أن الحكاية كانت مشروع إحراق لاعب؟،وعندما يتحدث القريبون عن أهمية جلب صانع لعب: لماذا لا تتاح الفرصة لفهد الرشيدي في هذا المركز وليس بمركز المحور كما فعلوا من قبل؟!.
سلة الأسئلة الماضية المحيّرة لن تجد إجابة عند المسيطرين على الفكر في النصر حاليا لكنها في النهاية أسئلة المدرج النصراوي الذي يحترق من حال فريقه، ويحترق أكثر لأنه يعرف الحل ولا يجد من يسمع لتنفيذه حتى يخرج النادي من أزمته الفنية وحتى المالية التي تهدر على لاعبين ولاءهم الأول للمادة في ظل بلوغ بعضهم خريف العمر!! بينما يخطف المنافسون ثمار الإنتاج ومن يريد التأكد يسأل: أين يوجد فهد السبيعي وبدر النخلي وفهد المنيف الآن؟ خاتمة:
مبروك للهلال تحقيق النقاط الثلاث، وشكرا للقائمين عليه فهم يقدمون دروسا مجانية لمن يريد أن يتعلم في الفكر الاحترافي الصحيح والعمل الفني القائم على أسس صحيحة لا على وعود متجددة!.